« خَلَاخِيلُ التَّجَلِّي» قصيدة للشاعر البيومي عوض

البيومي عوض
البيومي عوض

 عَيْنَاكِ مَا عَيْنَاكِ؟ تَحْتَلُّنِي

مَا سِرُّ هَذِي الجَذْبَةِ الهَائِمَةْ؟

 

مِنْ أَيْنَ هَذَا البَرْقُ يَمْتَصُّنِي؟

مِنْ أَيْنَ هَذِي الرَّوْعَةِ الدَّاهِمَةْ؟

 

كَأَنَّنِي طِفْلٌ عَلَى شَطِّهَا

تَسْرِقُهُ الحَدَائِقُ العَائِمَةْ

 

هَذَا الضَّيَاعُ الرَّغْدُ حَتْمِيَّةٌ

خَضْرَاءُ فِي آهَاتِهَا الغَائِمَةْ

 

عَيْنَاكِ لُغْزُ الرُّوحِ! لَا فَاهِمٌ

لِفَلْسَفَاتِهَا وَلَا فَاهِمَةْ

 

عَاهِرَةُ البَرِيقِ! قِدِّيسَةٌ

شَهْوَتُهَا، عَادِلَةٌ ظَالِمَةْ

 

تَصُومُ إِلَّا عَنْ دَمِي نَارُهَا

فِدَاكِ رُوحُ الرُّوحِ يَا صَائِمَةْ

 

تَلُومُنِي الدُّنْيَا عَلَى عِشْقِهَا

أَحْمَقُ شَيْءٍ هَذِهِ اللَّائِمَةْ!

 

**

 

فَاسْتَعِرِي يَا رُوحُ لَا تَخْمَدِي

هُنَا تُبَاسُ الرَّحْمَةُ الحَائِمَةْ

 

هُنَا التَّجَلِّي: فِي خَلَاخِيلِهِ

تَرْقُصُ نَارُ الرَّغْبَةِ العَارِمَةْ

 

هُنَا صَحَارَى مَا لَهَا مُنْتَهَى

يُرَى.. هُنَا أَدْغَالُهَا النَّاجِمَةْ

 

كَسِدْرَةِ الرُّؤَى تَبَاشِيرُهَا

تَوَّبَتِ الكَيْنُونَةَ الآثِمَةْ

 

هَلْ كُنْتُ أَحْيَا قَبْلَ إِشْرَاقِهَا؟

كُلُّ حَيَاةٍ قَبْلَهَا نَادِمَةْ

 

إِيهٍ بِلَادَ الشَّوْقِ بُشْرَى لَنَا

فَاحَتْ لَيَالِي قَدْرِنَا الرَّاحِمَةْ

 

نَوَارْسَ البِحَارِ هُزِّي المدَى

طَابَتْ رِيَاحُ الرَّقْصَةِ العَاصِمَةْ

 

طَقْسٌ لِوَرْدِ النَّارِ آهَاتُنَا

حُدُودُنَا الخُرَافَةُ الفَاغِمَةْ

 

قَدْ كُنْتُ لَا لَوْنٌ وَلَا نَكْهَةٌ

حَتَّى سَبَتْنِي الفِتْنَةُ النَّائِمَةْ

 

غَمَامَةَ التُّولِيبِ طَابَ الهَوَى

وَبَلَّلَ القِيَامَةَ النَّاعِمَةْ

 

يَا سَلَّةَ الأَحْلَامِ! يَا شُرْفَةً

مَفْتُوحَةً لِلنِّعْمَةِ الدَّائِمَةْ

 

يَا حُرَّةً كَوَسْوَسَاتِ السَّمَا

وَعَذْبَةً كَغَابَةٍ حَالِمَةْ

 

يَا رُوحَ رُوحِ الفُلِّ قُومِي.. أَنَا

نَارٌ عَلَى أَعْصَابِهَا قَائِمَةْ

 

أَشُقُّ أَقْمَارَ الهَوَى فِي دَمِي

وَأَسْتَفِزُّ الحِكْمَةَ الوَاهِمَةْ

 

أَمَّرَنِي العِشْقُ عَلَى سِرْبِهِ

فَمَا انْدِلَاعُ الرَّجْفَةِ اللَّاطِمَةْ؟

 

أَكُلَّمَا فَرَّطْتُ زَهْرَ الضُّحَى

غَارَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ يَا فَاطِمَةْ؟!

 

**

 

حَبِيبَتِي! أَنَا وَأَنْتَ الشَّذَى

لَا سُلْطَةٌ تَغُلُّهُ حَاكِمَةْ

 

نَحْنُ بِحَارُ النُّورِ.. أَحْضَانُنَا

وَرْدِيَّةٌ، نِيرَانُنَا رَاهِمَةْ

 

لَوْزِيَّةَ الآهَاتِ لَا تُطْفِئِي

دَمِي! وَصَلْنَا النُّقْطَةَ الحَاسِمَةْ

 

دَعِيهِ فِي نَبِيذِهِ صَارِخاً

تَحْمِلُهُ أَجْنِحَةٌ بَاسِمَةْ

 

**

 

يَمَامَتِي الشَّقْرَاءَ! يَا خَمْرَةً

سَكْرَى بِهَا قِيثَارَتِي الرَّانِمَةْ

 

عَيْنَاكِ - تُقْسِمُ الرُّؤَى- سُورَةٌ

مِنْ لُغَةٍ مَجْهُولَةٍ قَادِمَةْ

 

عَيْنَاكِ سِرُّ السِّرِّ! أُنْشُودَتِي

مِنْ بَدْءِ تَكْوِينِي إِلَى الخَاتِمَةْ!